«هكذا ظل يتوهَّم حروبًا لم يخضها، ويحتاط لأشخاصٍ لن يراهم أبدًا، ووصلت أُلفته بجدرانه حدَّا أنه صار قادرًا على تحريك الحوائط بمجرد النظر إليها، وهدمها تمامًا في ليالي مشيه الأبدي أثناء نومه، وهو يحمل مجلده، باحثًا في وجوه المدينة عن امرأةٍ تصلح لأحلامه القادمة.»
الصراع الأبدي بين الخير والشر هو أساس الحياة علىٰ وجه الأرض منذ بدء الخليقة وحتىٰ يأذن الله بنهايتها، ولكن ماذا إذا تجسد ذاك الصراع بين اليد اليمنىٰ واليسرىٰ لنفس الشخص ؟! كيف يكون الحال وقتها وإلام ينتهي الصراع؟!
★★★★★
في إطار من الغموض والتشويق يتابع القاريء أثناء قراءته لرواية (هدوء القتلة) للكاتب/ طارق إمام حربًا شرسة لروح معذبة لا تعلم أين تجد خلاصها.. ففي كل لحظة هناك جريمة جديدة وهناك أيضًا بداية جديدة. قد يظن القاريء أحيانًا أن ما يقرأه خيالًا لا يُتوقع حدوثه، ولكن الجريمة ستظل حقيقة مؤكدة مادام هناك بشر علىٰ قيد الحياة. فهنا ترىٰ الضحية وهناك سترىٰ جلادها يدور في المدينة بحثًا عن دماء جديدة تشعره بالسعادة والتفوق في كل مرة تطال فيها يداه كائنًا أضعف منه.
★★★★★
«لن أحتمل مواجهة الحقيقة. ما الفرق بين أن تعرف وألا تعرف؟ الفارق الوحيد هو أن من يعرف يظل يتألم.»
★★★★★
القتل حقيقة مؤلمة.. أن يقرر إنسان إنهاء حياة بشر مثله مهما اختلفت الدوافع والأسباب فهنا نجد قمة الألم والوحشية، ولكن أي نوع من القتل أشد وطاءة علىٰ نفس الواحد منا؟!أتراه اغتيال الروح أم اغتيال ما تبقىٰ في نفس الفرد من العزة والكرامة؟!
سيطلع القاريء ببساطة علىٰ كل تلك الإجابات أثناء رحلته مع (سالم) الرجل المتوحد علىٰ ذاته، حيث لم يعد يملك في دنياه أكثر من الأوراق والأقلام وآثار دماء ضحاياه.. وما بين مخطوطاته القديمة التي عثر عليها ورحلة بحثه المستحيلة يكتمل المغزي الحقيقي للعمل الروائي.
★★★★★
أما عن طريقة إعداد العمل الأدبي ذاته فقد تمت صياغته بدقة شديدة تجعل من يطلع عليه يتحير فيما يقرأه، فتارة يراه حقيقة وتارة أخرىٰ يرىٰ لمحات من خيال بعيد لا يسعه تقبله أو تصديقه، وهكذا يظل القاريء يتنقل بين شخوص الرواية العديدة( التي لم أذكر منها سوىٰ اسم بطل واحد حرصًا علىٰ عدم كشف أحداث العمل كلها) حتىٰ يصل لنهاية مبررة في آخِر الأمر.
★
تقييمي الشخصي للعمل:⭐⭐⭐⭐⭐
تعليقات
إرسال تعليق