«لا أدري إن كانت بي قدرة بعد علىٰ أن أحكي لك على ما مررت به.. لعلي لن أستطيع يومًا أن أخوض معك في أحزاني أتردد في أن أطلعك على تفاصيل تكرب أيامك كفىٰ لأحدنا بحمله دون أن يفرض علىٰ الآخر!»
ما الذي يمكن أن يدفع إنسان إلىٰ أن يعترف علىٰ أوراق لا يطلع عليها غيره؟!.. أن يُدون ولسنوات طويلات حياته بصورة دقيقة مفصلة لا لشيء سوىٰ أمل شبه مستحيل في ملاقاة من ذهبوا ولن يعودوا مرة أخرىٰ.
«أؤمن الآن بأننا لا نُقدِر اللحظة حتى تتحول ذكرىٰ.»
البحث في الماضي عن المواساة والغفران هو المضمون الأساسي في سرد رواية ( بالحبر الأزرق) حيث تبدأ السطور في إظهار معاناة السيدة ( ليديا) الباحثة عن الطمأنينة ولو عن طريق الكتابة بحبر أزرق فوق كومة من الأوراق لعل زمانها يضحك لها ويعوضها عما مضىٰ ولن يعود.
فنرى أمامنا (ليديا) الفتاة العاشقة التي لا ترىٰ خطيئة فيما تُقدم عليه بمحض إراداتها، بل علىٰ العكس تراه قمة التضحية والإيثار حتىٰ تقع المأساة وتجد نفسها تحمل في أحشائها وليدًا ويتبعه ذلك تنُصل ممن تحب عن مسئوليته تجاهها.
ونشاهد بعدها تبعات صدمة شديدة يبدأ معها الفصل الثاني من حياة هذه المرأة المحطمة بإرادتها.. وتداري خطؤها الأول بخطأ أفدح منه حيث تتخلىٰ عن وليدها الضعيف مع أيادٍ غريبة لا تعرف مصيره معهم، وبعد ذلك تبدأ مرحلتها الثالثة في حياة النفي في وطن بعيد وحيدة لا يصبرها خلالها سوىٰ تدوين الاعترافات علىٰ أوراقها الخاصة علها في يوم تصادف وليدها من جديد وتتاح لها فرصة طلب الصفح والغفران ممن تخلت عنه بإرادتها العقلية لا القلبية.
★★★
الرواية تتمتع بنمط سريع في سرد الأحداث والذكريات حيث لا يشعر القاريء بملل أثناء قراءتها .. بل يُبحر في تفاصيلها سريعًا بحثًا عن نهاية منطقية ربما يتخللها بعض من رحمة فنرىٰ الأم تلقىٰ وليدها بعد أعوام من الشتات.. ولكن يفاجئنا الراوي بأحداث جديدة لم تكن في الحسبان.★★★
تقييمي الشخصي للعمل
⭐⭐⭐⭐⭐
بقلم:
تعليقات
إرسال تعليق