«وما يُدريني إن كنت سأُوفق أو لا أُوفق، أو إن كان التوفيق في قدرتي على الذهاب أم في استطاعتي العودة.. صرت لا أعرف شيئًا على الإطلاق!»
ما بين رحلة التيه ومحاولات الوصول المتعددة لسر العائلة القديم، يتعثر بطل الرواية في أسطورة قديمة عن تاريخ عائلته المتشابك أثناء محاولاته المستميتة لتغيير واقعه؛ وما بين رغبته الشديدة في الهرب وفضوله القاتل لمعرفة سر أسرته تبنىٰ تفاصيل الرواية ما بين أحداث الماضي والحاضر.
*****
بشكل عام أميل في قراءاتي إلىٰ الأعمال الأدبية التي تتناول أحداث حياة أفرادها الماضية والحاضرة حيث يعتمد السرد في تلك الروايات علىٰ أدق التفاصيل والأحداث التي تصل الزمانين ببعضهما البعض، فيرىٰ القاريء أمامه حياة كاملة لعدة أفراد في كل مراحلهم الحياتية تقريبًا؛ فيصير من يطلع علىٰ العمل جزءًا لا يتجزأ منه.. فمن المؤكد أنه سيصادف أثناء قراءته بعضًا من صفات وتفاصيل يومه وحياته في إحدىٰ شخصيات العمل المتنوعة علىٰ مر الأزمنة والسنين.
*****
أما عن العمل فقد اعتمد علىٰ تسلسل زمني منضبط يظهر من خلاله العديد من أفراد العمل الأدبي يختلفون في صفاتهم، ميولهم، وأحداث حياتهم المختلفة. إلا أنهم يتفقون في شيء واحد لا خلاف عليه وهو أسطورة الكنز البعيد الذي سيؤول حتمًا لأحد أفراد العائلة الكبيرة؛ ليمر الوقت بالأشخاص وهم في رحلتهم يسعون لإيجاد الكنز البعيد، وإن لم يعلنوها صراحة أمام بعضهم البعض. إلا أن في دواخل نفوسهم يرىٰ كل رجل نفسه صاحب الكنز لا محالة، وإن كان تعيس الحظ فعلىٰ الأقل سيأتي ولده من بعده ليرث حلمه وعزيمته ومشقة الطريق الطويلة في رحلة البحث عن الكنز الدفين، إلىٰ أن تنتهي الرواية ويعرف القاريء سر الأسطورة وما وراءها.
تقييمي الشخصي للعمل: 









تعليقات
إرسال تعليق