القائمة الرئيسية

الصفحات

عن آخر ما قرأت.. (كن بريئًا كذئب.. هل لبراءة الذئاب أن تنتصر علىٰ قسوة البشر؟)


«أنا أيضاً كنتُ هناك،‏ ‫ولم يَرَني أحد.»

في المجموعة الشعرية (كن بريئًا كذئب) للشاعرة/ ريم نجمي نقرأ عن الوجوه الأخرى للأشياء، حيث نرىٰ في البداية كيف يمكن للذئب أن يحمل في تقاسيم وجهه بعضًا من البراءة، وفي جوانب قلبه بعضًا من الرقة والحنو.

فالذئاب التي هي مثال الشراسة والخداع علىٰ مر الأزمنة والعصور؛ جاءت في أشعار (ريم نجمي) تحتمي بالبراءة كدرعٍ وسلاحٍ داخلي لا يراه الآخرون. فهي مثال لأصحاب الوجوه الأخرىٰ ممن يعتبرهم البعض قساة القلوب ويراهم قلة قليلة أصحاب رحمة وشفقة خفية لا تظهر ولا تُعلن عن نفسها إلا للخواص من الناس. فيحيا المعظم وهم يلمحون وجهًا غير حقيقي اُعتيد رؤيته، بينما الوجه الحقيقي خفيٌ لا يطلع عليه إلا من آمن به وبحث عنه بين طيات المجهول في أعماق النفس البشرية.
«الآن
‫ حَبيب
‫ كَلِمَةُ الحُبّ
‫ التي لَمْ تَقُلْهَا،
‫ صَوْتُها مازال يَرِنُّ في جسدي!»
الحب، الرحمة، الغفران؛ هذه هي الوجوه الأخرىٰ التي راهنت عليها مجموعة (نجمي) الشعرية فتراها تارة تبحث عن الحبيب المفقود، وتارة تبحث عن الكلمات البعيدة بينهما، وتارة أخرىٰ ترىٰ الشفقة غير المرئية في قسوته البادية للجميع عاداها هي الباحثة عن الحب بين نياط القلب الجاف من كل شيء.

*****

تُعد المجموعة الشعرية (كن بريئًا كذئب) جزء من مجموعة (براءات) الصادرة عن منشورات المتوسط، وهي مجموعة تهدف لإسقاط الضوء علىٰ المجموعات الأدبية المميزة مثل: (النصوص،الأشعار، والقصص القصيرة) كنوع من التقدير والعرفان لهذه الألوان الأدبية المتعددة.

*****

بعض الاقتباسات المميزة من المجموعة الشعرية:

«لا أستطيعُ أن أُعرِّفَ الحُبَّ
‫ لكنّي أعتقدُ أنه هو تلكَ الدقائق
‫ التي أشتاقُ فيها إليكَ
‫ عندما تَخْرجُ لشِراءِ الخُبز
‫ صَباحَ الأحد.»
 « كَان مُرْتبِكَاً
‫ يُبَرِّدُ الغُرفةَ ويُدفِّئُها
‫ يُطفئُ الليلَ ويُشْعِلُهُ
يفتحُ بابَ قَلْبِه ويُغْلِقُهُ
‫ والرّجُل الذي كان صَدِيقي
‫ بِالكاد أتذكَّرُهُ الآن.»

«كُلّ شيءٍ في هذهِ الحَياة
‫ يُوحي بالسُّرعة
‫ نشراتُ الأخبار
‫ القِطاراتُ الصّبَاحِية
‫ خَلّاطُ جَارَتي الجَدِيد
‫ ونَبْضُ قَلْبِي في انتظارِكَ.»
 « المُشْكلةُ
‫ ليْسَت هي صباح الخيرِ، يا حبيبتي
‫ (التي نسيتَ أن تقُولَهَا)
‫ ولا الشجرة الطويلة التي تُعْمِي شُرْفتَنا،
‫ ولا السِّتَارة التي مَزَّقَتْها الشَّمس
‫ المُشْكِلةُ أنني أُحِبُّكَ كثيراً
‫ والكثيرُ من الحُبّ
‫ يُفْسِدُ القصَائد.»
«أضعُ راحَةَ يَدِي
‫ على راحةِ يَدِكَ
‫ لأقيسَ المَسَافَةَ بَيْن عُمْرَيْنا.
‫ المسافةُ وردةٌ بيضاء
‫ وبِضْعُ قَرَنْفُلات حمراء
‫ كم سَتَكُونُ الحَدِيقَةُ جَمِيلَة
‫ لوْ شِخْنَا مَعاً.»

*****

تقييمي الشخصي للعمل
 ⭐⭐⭐⭐⭐

*****

نبذة عن الشاعرة والعمل:
(ريم نجمي) شاعرة، كاتبة، مترجمة، وإعلامية مغربية ولدت في الدار البيضاء عام ١٩٨٧م.
تقيم في العاصمة الألمانية ( برلين) وتعمل في تحرير وإنتاج البرامج الحوارية.

**صدر لها العديد من الدواوين الشعرية مثل:
١- (أزرق سماوي) عن دار الفرائد عام ٢٠٠٨م.
٢- (كأن قلبي يوم أحد) عن منشورات دار النهضة عام ٢٠١١م.
٣- (كن بريئًا كذئب) عن منشورات المتوسط عام ٢٠١٨م.

** كما صدر لها عدة مترجمات بالاشتراك مع المترجم/ سمير جريس:
١- (نمر يتعلم الطيران) عن دار تنمية عام ٢٠٢١م.
٢- مسرحيتين ( 99 في المئة)، (الخوف والبؤس في الرايخ الثالث) عن الهيئة العربية للمسرح عام ٢٠١٩م.
٣- (رحلات باولا) قصص أطفال

عن دار تنمية ودار ورق عام ٢٠١٦م.
بقلم المبدعة: سلوان البري.




تعليقات