وكالعادة أعلم أن العنوان الصادر من أفكاري المتراكمه قد تصادم مع توقعاتك ولكن هل توصلت توقعاتك لمحتوي أفكاري ؟
لا أعتقد هذا أبداً
منذ فترة تقترب من الشهر قد صادفني مقطع فيديو قصير لإحدي البرامج النسائية التي يقولون أنها تهتم بتأديب الرجال - لذا لا داعي لذكر اسمه - وكان عنوان الفيديو لا يقل جدلاً عن عنوان المقال " أهم خمس خطوات لإمتلاك قلبه !" وبفضول قمت بمشاهدته ومشاهدة ما تلاه من عناوين تم عرضها من قبيل " الرجل يعشق المرأة عندما تعامله بهذه الطريقة ! " إلخ .
وبعد عدة مقاطع بدأت العديد من البرامج في الظهور والتي لا تختلف في سخافة المحتوي وإبتذاله من عدة أشخاص ، والمفزع هو نسبة المشاهدات والإقبال علي هذا السُخف ، في البداية لم ألقي بالاً سوي لتلك الساعة التي أضعتها من عمري في وضع لا يختلف كثيراً عن غابة تقوم بها الأمازونيات بإصطياد الحيوان البري ، وجميعنا هنا يعلم من هو الحيوان البري !
وفي خلال فترة قصيرة كان قد حان موعد زيارتي المعتادة للمكتبة وأثناء تجولي بين العناوين صادفني عنوانين شديدا الغرابة أضائا ما شاهدت منذ فترة مجدداً في رأسي وكانا :
" آعرفي راجلك وعلمي عليه "
" لماذا يحب الرجال العاهرات "
وبعد إقتنائهم مع نظرات تعجب صاحب المكتبة وقرائتهم قراءة دقيقة يمكنني أن أقول أنني لم أستفد شيئاً من الكتاب الأول سوي أنني يجب أعطيه ( حتة اللحمة الكبيرة ) طبعاً حتي يشعر بحبي له ودعونا لا ننسي طرق التعامل النمطية مع كل شخصية مرضيه قد يرتديها الرجل وأنا أعني ما أقول إن الكتاب لا يشكل حالة عامة وإنما حالة خاصة للتعامل مع مريض نفسي - طبعاً سأستثني من وصفي الشخصية الطموحة التي تناولها الكاتب في كتابه - أما العنوان الأخر فقد كان ضرباً من الجنون وقد لفت إنتباهي العديد من النقاط به :
‐ تسعون بالمئة من الرجال وافقوا علي العنوان من الثلاثين ثانية الأولي من ألالاف الرجال وللتجمل قالوا " أنهم يعجبون بالمرأة الغامضة التي لا يعرفون عنها إلا القليل "
‐خلال المقابلات التي أجرتها الكاتبة إتضح شيئان :
الأول : كلهم يفضلون التحدي العقلي وهذا تعبير عن المرأة التي لا تلبي إحتياجاتهم ( حتي الغير معترفين بذلك )
الثاني :كلمة ع*هرة أطلقوها كإختصار للتحدي العقلي وقوة الشخصية
‐الع*هرة لها إهتمام شيطاني فالرجل يمتلكها من الخارج وليس من الداخل
‐كلما كانت المرأة عاطفية أكثر كلما كانت حمقاء أكثر
‐ببساطة إذا كان لا يعامل نفسه جيداً فلن يعاملكِ بطريقة جيدة
‐مصطلح B.I.T.C.H هو إختصار لقاعدة نفسيه محتواها
" Baby in control of her self "
وهذا يفسر الكثير خاصةً من ممسحة أرجل إلي فتاة أحلام
وسأقص عليكم قصة قصيرة روتها الكاتبة في كتابها وسأنقلها لكم كما كتبتها لتصل بها فكرة أن لا تكوني متاحة دائماً - طبعاً مع مُراعاة الفروق الشرقية
- إتصل ( بريت ) بصديقتها -صديقة الكاتبة بالطبع -( كريستال ) في يوم الأحد قبل منتصف الليل بصوت حزين وطلب منها أن تأتي إليه ، فقالت له : حسناً يا حبيبي أنا في طريقي إليك ، أعطني خمس دقائق لأضع الواقي من المطر وسأكون عندك خلال أربعين دقيقة ، وطلبت منه أن ينتظرها عند السلم ويضع لها الشمسية بسبب المطر ، وبعدها لم ترد عليه لمدة أسبوعين ، لأنه لم يأتي هو وهو علي بُعد ثلاثة وعشرون ميلاً ، كما أنها لم تُرد الذهاب لمنزله وينفرد بها - وهنا كانت الصدمة إليّ في الواقع - في الصباح إستيقظت ( كريستال ) علي عدة رسائل مِنه وواحده من تلك الرسائل يذكر فيها أنه أصيب بالبرد نتيجة وقوفه تحت المطر وهذا ليس خطأها فكان لابد عليه أن يأخذ إحتياطه للوقوف في المطر .. نهاية القصة ... ماذا !!!
أنهيت الكتاب وأمسكت بدفتر ملاحظاتي الأزرق ومن هنا بدأ الدليل الشامل لصناعة القديسة العاهرة ورُسم الطريق من تلقاء نفسه ولإختبار النظرية دائماً ما نحتاح إلي مختبر ، ولا يوجد أفضل من المُجتمع الجامعي ، توليفة ممتازه من النضج الزائف وقليل من فائض مشاعر المُراهقة مع الإنجراف نحو الحب وتكوين العلاقات ، وخلال مشهد معتاد تكرر أمامي كثيراً من المرات ولكن نظرتي إختلفت كلياً تلك المرة ، تدخل الفتاة وعلي وجهها تلك الإبتسامة الملتوية لتنضم للمجلس لتقص علينا ماذا فعل الشاب أمس نتيجة تطبيقها بما أُخبرت به من ( نصائح خبيرة الشلة ) تلك الفتاة التي دائماً ما تملك هذا المخطط الذي يستطيع أن يثير جنون أي شاب .
تلك المرة لم أكن متحمسه إطلاقاً للإستماع ولكنني ألقيت سؤالاً : وبعد أن طبقتي ما أخبرتكِ به هل لازلتي علي قناعة بفكرة أنه يحبكِ ؟
للتوضيح ، هذا لم يكن التصرف النابع من شخصكِ علي الإطلاق ولما ستلجئين إلي الألعاب النفسيه طالما هو يحبكِ ؟ إلتفت الجميع إلي مُتسألين وكأن كلامي خارج نطاق المنطق - عداها - تلك التي تعطي النصائح بثقة وبنفس الثقة إبتسمت لي قائلة : " لإنهم رجال .. هكذا تجري الأمور معهم كلما كنت بعيدة ، عنيدة ، مُهملة ، كلما رغبوا بكِ اكثر ، مبادئكِ تلك لن تصلح للعبة ( إنك صيد سهل ) " وقالت الأخيرة علي سبيل الإستهزاء وعلي سبيل الإستعفاف أجبت : " صدقتي ، فالألعاب القذرة لا تليق بي ، لهذا أنتي تسيطرين هنا " ورحلت وسط ضحكات منخفضة وفي عقلي غضب وتساؤل ، كيف يؤمنْ بتلك الحقارة ! كيف يريدن في حياتهن تلك العلاقات المُرهقة ولأكون صادقة أيها القارئ هؤلاء الفتيات المؤمنات بأن الرجل يعشق مُعذبته لسن بهذا الغباء في الطبيعة الحياتية ولكن عندما يتعلق الأمر ( برجل ) فإنها الحرب ، إن تلك الحيل لا تصير مشروعة إلا في حالة فُرض الرجل عليكِ وأنه لا مفر منه فمالذي يجبر إمرأة تملك حرية الإختيار الكاملة بالمجازفة بحياتها التي لن تتكرر ومع من مع فئة قليلة من الرجال تحت بند ( مرضي نفسيين ) فتضطر الأنثي - إضطراراً غير مبرر من وجهة نظري - بممارسة ألعاب ذهنية ونفسية لتلائم نرجسية الشخص الذي تريد إصطياده والذي لا يملك من مقومات إنشاء علاقة أي شئ ، إن العُ*هر هنا يكمن في الفكر .
-أكبر ثلاث كذبات حديثه :
‐إن الرجل لا يقع في حب إمرأة سوي بإرادته (( أهلاً بك .. لقد وقعت في الفخ ))
‐أن تأتي متأخراً خيراً من ألا تأتي أبداً (( لا تأتي طالما ستأتي متأخراً ، فما فائدة الماء إذا استحال الخشب رماداً !))
بعد جلسة مُناقشة طويلة مع إحدي الشخصيات التي أستمتع بأرائها توصلنا إلي أن النسبة الأكبر من الذنب تقع علي عاتق ( المرأة ) ولكننا لن ننسي نصيب الرجال من الجُرم !
‐تلك التي تركتها بخيانتك ، عادت لقبيلتها الأنثوية وروت المأساة فصار الرعب والكراهية أضعافاً
‐ تلك التي تورم وجهها وجلست وسط العائلة شكلت جرحاً نفسياً لأغلب الحاضرات واللاتي لم يصرن علي لقاءٍ بالطرف الأخر بعد فشكلت تلك الذكرة إشارة خطر لن تزول
اغلب الرسائل النفسيه التي تصل لأغلب الفتيات ومن عمرٍ مبكر رسائل تخلق فجوة تزداد كل يومٍ بين الجنسين والإرتفاع المُتزايد في التخلي ( الطلاق ) ، فعندما تقترب الفتاة من علاقة عاطفية يبدأ صراع فرض السلطة - وإلا فلن تنجو - فتبدأ الفتاة بالإستماع لأغلب التراهات التي تقدمها أغلب الوسائل الإعلامية السامة ومن هنا نبدأ في صناعة الع*هرة القديسة .. قالب فارغ ، ناصع البياض نبدأ في ملئه بكل ما تحتاجه الأنثي لإصطياد حيوانها البري
طالما ستظل مقولة " في الحب المرأة هي الخاسرة تلك هي أحاديث النساء وأمنية الرجال " سيظل الوضع من سئ إلي أسوء
وفي نهاية مقالي وعلي أنغامٍ فيروزية إعتادها الجميع وفي سهرة شتوية بغرفة هادئة أخط أخر أسطري لكم مع اخر رشفات من القهوة ووجبات خفيفة أغلق دفتري بلا إكتراث لما سيظنه رجلاً في يومٍ من الايام عن حقيقتي التي لن أزيفها ووجوده الذي لن أحارب من أجله وأظن أنني علي هذه الدفة لست وحدي فهناك الكثيرات مثلي من هن منشغلات بأن يكن ( أنفسهن ) أكثر من أن يكن مجرد دلو يملئه التراهات .
تعليقات
إرسال تعليق