القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية - غرفة إسماعيل كافكا - المعنىٰ الحقيقي للموت حيًا



عن أخر ما قرأت..
رواية ( غرفة إسماعيل كافكا.. المعنىٰ الحقيقي للموت حيًا)
«إن الفترة التي استغرقتها الغرفة لتتكدَّس إلى هذا الحد هي مراحل ضُمور وجوده في هذا البيت، من أبٍ وزوج ورأس عائلة إلى غرضٍ قديم في غرفة ضيِّقة لا ينفتح بابها إلا بمقدار ثلاثين سنتيمترًا دون أن يعترض!»
رواية - غرفة إسماعيل كافكا - المعنىٰ الحقيقي للموت حيًا


في غرفة بائسة بعيدة عن أفراح العالم وأحداثه الكثيرة.. يقبع السيد/ إسماعيل وحده في الفراغ والوحشة، حيث عبء المرض وقسوة الأحباب وهجران المقربين.

لكنه وفي لحظة إرادة _ ظن أنه قد فقدها منذ عشرين عامًا_ يقرر إسماعيل أن يموت يوم الجمعة القادمة .. وبما أن اليوم الحالي هو الثلاثاء.. فهذا يعني أن أمامه عدد قليل من الأيام ليتذكر كل ما فعله من أشياء جيدة وسيئة قبل مغادرة هذا العالم الذي لم يعد يسع أمثاله.. فهو صار أقرب للموت منه للحياة، ولم تعد لنظراته، عبراته، وأنفاسه أي مكان يسعها مع هذا الجسد غير القادر علىٰ الحركة من خلاله أو التعبير.


«لأنه بالفعل مات كثيرًا حتى اليوم، ولكن كانت كلها ميتات غير كافيةٍ لاستخراج شهادة وفاة، وبالتالي لإطلاق سراحه»


أصبح إسماعيل علىٰ يقين حتمي بأن الحياة سجن كبير.. وأن الحرية الحقيقية تكمن خلف أسوار هذا العالم الفاني.. ولكن يبقىٰ علىٰ عاتقه أن يتذكر بداية من اليوم الحالي وحتىٰ يوم الجمعة كيف كان وإلام صار.. عليه أن يروي علينا أتراحه وأفراحه، أحبابه وأعداءه ، الظاهر منه وما أخفاه داخله حتىٰ صار هو نفسه خفيًا في أرجاء الدنيا الواسعة للعالمين كلهم عاداه.... ففي اليوم المنشود سيتم الثالثة والستين عامًا علىٰ ظهر هذه الدنيا.. عشرون منهم مضوا في سجن المرض البغيض.. وعليه انتهاز ما تبقىٰ له من وقت في التطهر من كل ما سبق حتىٰ يكون مستعدًا للحساب الإلهي الذي لا مفر منه لأي إنسان علىٰ سطح هذا العالم.

ولسوف نُجازى جميعًا بما نستحق في الآخرة، وعلىٰ إسماعيل منذ اليوم أن يسعىٰ جاهدًا ويستعد جيدًا للقاء ربه القريب.


الرواية تعتمد علىٰ أسلوب سردي عذب يصف بدقة يتخللها كثير من الألم والشجون كيف يمكن للإنسان أن يُهجَر وهو حي ويصير نسيًا منسيًا من أحبابه ورفاق عمره لأنه صار قعيدًا لا حول له ولا قوة.


تقييمي الشخصي للعمل
 ⭐⭐⭐⭐⭐


بقلم:



تعليقات