القائمة الرئيسية

الصفحات

عن آخر ما قرأت.. «رواية باب الزوار ..ما بين الهرب والهزيمة أيكتب للإنسان نجاة من وطنه؟»

 

رواية باب الزوار


«هل نحن حقًّا نهجر أوطاننا لننساها أم لنعيد بناءها حولنا كما نحب؟»

 الرواية: باب الزوار.
الكاتب: محمد إسماعيل عمر.
عدد صفحات العمل:٢٦٦ صفحة.
صدر حديثًا عن دار العين للنشر والتوزيع.

حينما تبدأ بقراءة هذا الاقتباس سينكشف لك فحوىٰ العمل الروائي رويدًا رويدًا.. فتدرك غاية الأبطال وهي الهرب من براثن وطن قديم صار مهترئًا لا يصلح للأحياء من بني آدم؛

ومع كثرة التفاصيل ترىٰ وسيلة الهرب والتي لن تتخيل قسوتها وغرابتها في آن واحد!

في باب الزوار أنت لا تقرأ رواية؛ بل تقرأ تاريخًا دمويًا قاسيًا عانىٰ ويلاته شعب الجزائر، وعلىٰ أنغام الأغنية الشهيرة

 (يا رايح وين مسافر) ستتناول التفاصيل بعيون الفتاتين ( فاطيما وفريال) اللتين اجتمعتا علىٰ نفس الهوية والحلم؛ وفرقت بينهما مذبحة كبيرة سرعان ما انقلبت للغز في حياة إحداهن غير مصدقة موت صديقتها المروع.

.....

علىٰ الجانب الآخر من النجاة المزعومة نرىٰ إحدىٰ السيدات التي ظنت نفسها ناجية؛ ومع تتابع الأحداث لا يسع القاريء أن يعلم أهي ناجية أم مهزومة فارة من قدر سيء إلىٰ قدر أسوأ حيث النجاة فيه أقبح من الموت.

.....

« هنا يتوقف الزمان، فلا تسمع صوتًا ولا الوقت يمرّ.»


هل يتوقف الزمن حقًا أم تتوقف الشخوص في رحلة البحث المؤلمة؛ ربما من وجهة نظر الفتاة (فاطيما) يحدث كلا الأمرين! فها هي تبحث عن سر اللغز غير قادرة علىٰ نسيان الموت، وفي نفس الوقت تعمل وتنتج لتصير رائدة أعمال في مجالها الجديد.. ففي الحياة لا توجد إجابات منطقية؛ الأمر وحده يتوقف علىٰ ما تختبره نفسك من أفراح وأطراح غير متوقعة وأحيانًا قد تكن غير محتملة.

...

تميزت الرواية بأسلوب سردي ممتع يدفع القاريء للبحث في طياته عن تاريخ إحدىٰ الدول العربية مبحرًا في المآسي التي يطلع عليها وكأنها مأساته الشخصية التي يبحث لها عن نهاية تحمل بعضًا من العدل والمواساة.

أما عن البناء الروائي للعمل فقد جاء متوازنًا ومرتبًا لا يُربك القاريء خاصة غير العليم ببواطن التاريخ الجزائري، فجاء النص سلسًا يشجع القاريء علىٰ إتمامه في أسرع وقت.

...

بعض الاقتباسات المميزة من العمل الروائي:

١- «لماذا نتشبث بمعركة يخسر فيها الجميع؟ ربما كان الإفراط في الخسارة هو السبب، حيث نصل لنقطة اللاعودة بعد ألَّا يصبح لدينا المزيد لنخسره. ينصبُّ تركيزنا على إلحاق خسارة أكبر بالخَصْم أيًّا كان الثمن حتى لو تكبدنا نحن ما هو أفدح، لا يهم.»

٢-«حتى من كانت صنعتُه الكلام؛ قد يقتله الكلام من دون أن يدري!»

٣- «صرتُ غريبًا حتى عن مساجدنا فكيف أعود؟»

٤- «أنا لا أجيد المواساة، لكني أعرف تمامًا ما تمرِّين به. بل لقد خبرت ما هو أسوأ بكثير.»

٥- «عند الشدائد يموت التنظير وتسود أخلاق القطيع.»

...

تقييمي الشخصي للعمل: ⭐⭐⭐⭐⭐

..

نُبذة صغيرة عن الكاتب والعمل:

محمد إسماعيل عمر، روائي ومهندس اتصالات.
ولد عام ١٩٧٤م، وتُعد (باب الزوار) ثاني أعماله بعد رواية
(ما حدث في شنجن).


بقلم المبدعة: سلوان البري.

تعليقات