القائمة الرئيسية

الصفحات

قصة "صاحبة المايوه الأحمر" | رواية حادث النصف متر




"صاحبة المايوه الأحمر كانت القصة الأولى الملفتة في الرواية بجرئتها وسردها الفريد، يشرح الكاتب كيف كانت بداية حزن بالنسبة للبطل وكيف أن صاحبة المايوه الأحمر الصوفي علمته دروسه الأولى بقسوه، وكيف للوكر أن يتحول لمسجد ذات يوم، وللفتاة أن تلعب لعبتها معك وتتزوج بآخر "
"عيناي لونهما أزرق، وشعري كأنه محروق من الشمس، وجهي وسيم ورغم ذلك فإنني أبدو للوهلة الأولى ريفياً ثقيل الظل"،قد يكون ذلك مبرراً عندما أخبرك أن نسبي مزيج غير متوقع، عرق ممتد من أحد البشوات الأتراك وآخر من جنود فرنسا، والبطبع العرق المصري الذي وقع ضحية لإغتصاباتهم، يبدو أنهم لم يكتفوا بإغتصاب الأراضي وحسب بل كان سكانها لعبة مسلية لديهم، كنوع من التغيير.
عشت طفولتي والحياء يغلبني، أسير سير الفتيات، مع ذلك كان أبي  يتفاخر بيحائي وكيف أنه أجاد تربيتي، في سن العاشرة أظن أنني  كسرت ذلك بطريقة غير متوقعة،
"في تلك الأيام إنفردت بطفلة إحدى جاراتنا وقررنا أن نتزوج، فأخذنا نرسم بالطباشير على سطح البيت، مطبخاً، وغرفة نوم، وغرفة للإستقبال"، كأطفال أبرياء، يحاولون تجسيد ما يدور في خلدهم من قصص ببعض الوهم، الذي كان مصدر متعتنا الوحيد تلك الفترة،
 "خلعنا ملابسنا ونمنا داخل الخطوط الطباشيرية التي تحدد الغرفة"،
ولسوء الحظ فقد ضبطني أبي وترك لي جرحاً في رأسي لازالت آثارة باقية حتى اليوم، ظل يلقي باللوم والتهديدات على جارتنا أن تبعد ابنتها وزوجتي في عالم الوهم عني لأنها تفسد أخلاقي،
أظن أن بداية فسادي الحقيقية كانت عندما فهمت اللعبة في الخامسة عشر من عمري، في أحد الأيام المشمسة على الشاطئ رأيتها من بعيد، فتاة بمثل عمري ممدة على الشاطئ يغطي بعض جسدها العاري مايوه أحمر صوفي ضيق نوعاً ما، "وقد أصبحت صديقتي بعد ذلك بأيام وكان الشاطئ الصغير يخلو لنا في فترة ما بعد الظهر"، وذات يوم طلبت مني بدون مقدمات أن أقبلها، قلت لها وماذا نفعل بالطفل، وقد ضحكت كثيراً من أجلي حينها".
يبدو أنني لم أفهم اللعبة كاملة إللا بعد أن أختلينا ببعضنا البعض ساعتين بمبنى في نهاية الشاطئ لم يكتمل بعد، عندها علمتني كل شيء، وقد أعجبتني تلك اللعبة
"وقد أحببنا هذا الجدار الناقص فقررنا أن نطلق عليه  إسماً، وكانت غلامتي في تلك الأيام تقرأ رواية بوليسية، فاقترحت أن نسميها الوكر" ، وأصبحنا نلتقي كل يوم في نفس الميعاد والشمس توشك على السقوط في الماء، نتسسل بهدوء للوكر بعد أن ينصرف عنه عمال البناء،
كل يوم على نفس الوضع في نفس الميعاد حتى غادرت، إنتظرتها الصيف التالي بشوق لكنها لم تعد، علمت من أحدهم بعد فترة أنها قد تزوجت، كيف؟  لم أكن أعلم أن هذه هى نهاية اللعبة، في كل الأحوال لم أكن مستعداً للزواج حينها، مع ذلك ظل شبحها في قلبي يطاردني لفترة.
غادرت مع أسرتي للعاصة من أجل إكمال تعليمي، كبرت وهجرتني الذكريات لكن أثرها لازال عالقاً بقلبي، إكتشفت في وقت ما أن الوكر إكتمل بنائه، وها هو الآن مسجداً وداراً للعبادة!
وفي قصة أخرى أكثر نضجاً وحزننا تعرفت على أخرى في حادث لا تتجاوز مساحته النصفر متر على وجه التقريب، المساحة ضيقة لكن حدث فيها الكثير ليعلق بذهني طيلة الدهر،
 في رحلتي الدرامية الحزيمة اكتشفت عدة أشياء، "تبين أن البنت يمكن أن تلعب لعبتها مع رجل، ثم تتزوج رجلاً آخر" وأن الوكر قد يتحول لمسجد في وقت ما.

الخاتمة "هذا هو الصباح يولد في نافذتي، صباح جديد تماماً، رغم أنه يبدو مثل غيره، زجاجة الخمر البيضاء فارغة، تتلوى تحت مقعدي، وحبات المطر قد جفت على زجاج النافذة"

أحسد الكاتب على قدرته الفريدة في جذب إنتباه القارئ بكم تفاصيل غزير جدا، مدرج في سياق متقن، يأخذنا في أشواط مليئة بمشاعر جمَّة، على الأرجح هى صادقة، صادقة للغاية، أو أن هذا ما أرادنا الكاتب تصديقة.

أنصحك دائما بقراءة الرواية الأصلية، هذه القصة مجرد إقتباس طفيف لا يقارن بأي شكل بأحداث الرواية الكاملة، يمكن أن تجد مراجعة الرواية الكاملة هنا 

المراجعة الكاملة من هنا
مقتبس من: رواية حادث النصف متر
فكرة وتأليف: أحمد نيوترون
ملاحظة: الإقتباسات الأصلية تجدها بين علامتي تنصيص
الهدف: توضيح أفكار الرواية في سياق درامي، صنع فكرة عامة عن الرواية فيما لا يزيد عن صفحتين.

تعليقات