القائمة الرئيسية

الصفحات

العاصفة - وليَم شكسبير"هل تذكرين كيف جئنا إلى هنا؟"| ضجة كتب

 

اسم العمل: العاصفة
تأليف: وليَم شكسبير
النوع: مسرحية
تاريخ النشر: 1623
النوع الأدبي: الكوميديا الشكسبيرية
 لم يتوقف وليَم شكسبير قط عن مفاجأتنا بعظمة إبداعاته حتى الآن، برغم كل تلك السنوات الكثير التي انقضت على وفاته فلا يزال حياً بيننا بأعماله المميزة.
"فعلا، بل وزيادة. كيف تظل هذه الذكرى عالقة برأسك ؟ هل تذكرين كيف جئنا إلى هنا؟". فقالت ميرندا :
"كلا، ياسيدي، لا أذكر شيئا أكثر من ذلك"
أكمل (بروسبرو) حديثه فقال :
"منذ اثنى عشر عاما يا ميرندا، كنت دوق ميلانو، وكنت أنت الأميرة، وطفلتي الوحيدة. وكان لي شقيق أصغر مني، يدعى (أنطونيو)، وثقت فيه وسلمته كل شئون الدولة ؛ ولما كنت شغوفا بالهدوء والدراسة العميقة، فتركت تصريف أمور الدولة لعمك، شقيقي الغادر (لأنه حقيقة أثبت ذلك). أما أنا، فقد أهملت كل إهتماماتي الدنيوية، ودفنت نفسي داخل كتبي، وأعطيت كل وقتي لصقل تفكيري.. أما أخي وقد أصبح مالكا لكل سلطاتي، فقد بدأ يظن أنه الدوق الحقيقى فالفرصة التي أتحتها له بأن يكون محبوبا من أعواني، أيقظت في نفسه الشريرة، نزعة غرور ليسرق مني دوقيتي (مملكتي). وسرعان ما نفذ ذلك بمساعدة (ملك نابولي)، وهو حاكم متسلط، كان عدوا لي". فسألته ميرندا :"ولماذا لم يقتلونا، في هذه الأثناء ؟ ".

تتابع أحداث المسرحية في تسلسل درامي مؤثر محاولاً إيصال أفكار أعمق مما قد تبدو عليه تلك المسرحية من بساطة

لقد أثرت بسحري هذه الأمواج. أنا الذي جعلت الريح تدفع هذه السفينة إلى الصخور. لقد سبق أن قصصت عليك ما فعله بي أخي "أنطونيو" بمساعدة حاكم "نابولي" إن أخي وحاكم نابولى فوق هذه السفينة. "صاحت "ميرندا" : "لكنهم سيموتون ! أرجوك يا أبى لا تدعهم يغرقون. " أجابها "بروسبرو" : "لاتخافي. لن أدعهم يموتون. لن يصيبهم أذى. " وقذفت الأمواج السفينة فوق صخور شاطئ الجزيرة المسحورة، فتحطمت. لكن "أنطونيو" وصل إلى الأرض سالماً. ووصل معه حاكم نابولي. وكان (فرديناند)، ابن ملك "نابولى" في السفينة مع والده، ووصل هو أيضاً إلى الأرض سالماً. لكن "فرديناند" وصل إلى مكان يبعد كثيراً عن المكان الذي خرج فيه أبوه مع "أنطونيو". وهكذا ظن "فرديناند" أن والده حاكم "نابولى" قد مات غرقاً مع "أنطونيو" كما ظن حاكم "نابولي" مع "أنطونيو" أن "فرديناند" قد مات غرق

تحليل المسرحية
من تتابع الأحداث في مسرحية العاصفة لشكسبير نلاحظ أن مضمون هذه المسرحية واضح وهادف وهو أن الإنسان إذا لم يتزود بالقوة والعلم يصبح شخصا ضعيفا تهزمه القوى البشرية كما فعل أنطونيو مع أخيه بروسبرو بأن طمع في مملكته واستولى على عرشه وقصره وطرده بعيدا مع طفلته الوحيدة "ميراندا" لتعيش في جزيرة نائية في البحر وذلك نتيجة لإهمال بروسبرو شئون ولايته واهتمامه بالسحر أكثر من أمور الملك "أنطونيو" وطرده لمدة إثنى عشر عاماً غريبا تائها في الجزيرة، وإننا نلاحظ أن لولا العلم الميتافيزيقي الذي عشقه بروسبرو ما استطاع أن يصل إلى بر الأمان وهو تعلمه للسحر وإتخاذه كسلاح استطاع به أن يعطي لأخيه درساً قاسياً هو وحاكم نابولي. وإنني برأيي أن هذا العلم أي السحر لا يجدى في بعض الأحيان لإتصاله بالعالم السفلي فهو ضد العقيدة وضد قاموس الطبيعة فضرره أكثر من نفعه فهو نافع لفترة مؤقتة لذا في النهاية تخلص منه بروسبرو وألقى بكتب السحر بعيداً وذلك بدفنها تحت أرض الجزيرة إلى مملكته وقد عزم على التسلح بالإرادة والثقة بالنفس واليقظة والحرص والتفاني في خدمة مملكته وشعبه، تسلح بالقوة والمعرفة الحقيقية، والإشراف التام على الولاية وعدم إتاحة الفرصة للطامعين في السيطرة وإستغلال النفوذ وهذا الهدف هو ما يرمز إليه كاتب المسرحية وليم شكسبير وخلال الحوار النفسي لبطل المسرحية بروسبرو وحديثه مع ابنته ميراندا.

تعليقات